اهلا بكم في نسمة حرية

اهلا بك عزيزي القارئ معنا في نسمة حرية ,نستنشق معا عبير الحرية

اذا الشعب يوما اراد الحياه, فلابد أن يستجيب القدر,و لابد لليل أن ينجلي ,و لابد للقيد أن ينكسر .



بحث

المتابعون

السبت، 8 أكتوبر 2011

حياة البطيخ



 
بقلم \ عبير حمدي
أشعر و كأننا نحيا حياة البطيخ الآن ،استقل الميكرباص في الصباح لأجد السائق يرفع تعريفة الركوب من تلقاء نفسه بمزاج سيادته ،و عندما نعترض و نأبى أن ُنستغل ،و نرفع راية العصيان ،يستخدم هو سلاح البلطجة ,و يصمم أن يعود بنا من حيث أتي رغم انه قطع ثلث المسافة تقريبا ، و جميعنا يعلم الطرق بالمدن الجديدة ،و أمام سلاح البلطجة نرضخ و ندفع الزيادة المطلوبة ،و تذكرت البطيخ.

أذهب إلي اجتماع مجلس الآباء بمدرسة نجلتي الصغرى ،مُقبله علي الحياة ،أحمل في جعبتي العديد من الأفكار البناءة التي تساعد علي غرس روح الانتماء  و الوطنية داخل نفوس أولادنا ،و سبل تطوير شخصياتهم للأفضل ،المهم ما كنت اعتقده أننا سنجتمع لنتباحث في سبل إعداد جيل المستقبل (ارجوا أن لا يساء فهم عبارتي ،لم اقصد مستقبل جمال و سوزان مبارك ) بل جيل مصر الجديدة شباب الغد ،فوجئت بعدم حضور أولياء الأمور باستثناء رئيس مجلس الآباء الذي يتقلد هذا المنصب منذ خمس سنوات بدون أي انتخابات لعدم وجود جمعية عمومية أصلا ،و أخر يحضر للمرة الأولي و تم تكليفه ليكون المراقب المالي ،فبدأت بالتحدث إليهم و طرح أفكاري ،فقال لي رئيس مجلس الآباء المعين ،لنتناقش الشهر القادم في هذه الأفكار ،أما الآن امضي (قيس ) المراقب المالي الجديد علية أن يوقع الميزانية ،الاجتماع يا سادة روتيني و شكلي و يتم ضبطه و ربطة علي الورق ، مجرد إجراء شكلي ليس أكثر ليقر مجلس الآباء الميزانية التي أعدتها إدارة المدرسة ، المهم  بالنسبة لهم إقرار المبالغ اللازمة لطلاء الملاعب و الفصول وزراعة الحديقة ،أي التطوير قاصر علي الحجر و الشجر بعيدا عن البشر (بطيخ ).

أفتح الفيس بوك لأجد احد الأصدقاء المقيم بباريس يخبرني بوفاة اثنين من المصريين و مثلهم توانسة و العديد من المصابين بحروق كبيرة اثر حريق نشب في منزل قديم متهالك يقع بقرية (بانتين93 ) ،
المحزن انه لم يستطع أحد  التعرف عليهم  لوجودهم بفرنسا بشكل غير شرعي ،و يقول الصديق هذا الحادث ليس الأول من نوعه لكن الإعلام الفرنسي يتغافل تماما عن أي حوادث تقع للعرب ، فيهرب الشباب من جحيم البطالة و غلاء الأسعار هنا ليلقي حتفه غرقا في البحر أو حرقا في فرنسا . (بطيخ)
 
ثم يرن جوالي لتحدثني أم يوسف الأرملة التي تعول أربعة أطفال أكبرهم في الصف الثالث الابتدائي ،و تسألني هل وجدت لها عمل ، أجيب و أنا في شدة الخجل مازال البحث جاري و سنتمكن من القبض علي وظيفة في القريب العاجل إن شاء الله ،لم ارغب في إزعاجها و إخبارها باني تكلمت مع سيدة أعمال و صاحبة مصنع ادعت أمامي أنها تساعد الشباب و المعيلات ، توفر لهم عملا يدر عليهم دخلا معقول عن طريق تجميع بعض منتجات مصنعها من منازلهم ،و ان العمل متوفر و موجود لكن المشكلة في الناس العازفة عنه ،و لكن من الواضح انه كان كلام تمهيدي للدعاية الانتخابية (الم أخبركم أننا في دنيا البطيخ الآن ).
و عندما ذهبت إلي بائع الخضر رأيت العجب ثمن الباذنجان خمس جنيهات ،و الفلفل ستة ،سرحت أفكر في تكلفة وجبة من الباذنجان لعائلة فقيرة مضطرة تحمل عناء الباذنجان ،عليها شراء زجاجة زيت بعشر جنيهات ،و كيلو باذنجان بخمسة و فلفل بست جنيهات ،المجموع واحد و عشرون جنيها و نضيف إليهم ثمن عشرة أرغفة يصبح تكلفة وجبة الباذنجان ثلاثة و عشرون جنيها تقريبا ،و إذا تحملت الأسرة عناء الباذنجان علي مدار الشهر تنفق ستمائة و تسعون جنيها شهريا  ، و سريعا ما قفز إلي ذهني البطيخ ،
للأسف مازال الفساد مترسخ و متعفن و جذوره ممتدة إلي ابعد مما نتخيل إلي أعماقنا ،إذا أردنا حقا التغيير، علينا أن نبدأ بأنفسنا ،و نحكم الضمير ،ليصبح الملك المتوج فوق كل تصرفاتنا ،و إلا نحيا دوما حياة البطيخ ،النخبة تتناحر من أجل السلطة ،و الشعب لا يعرف المدنية من الدينية و لا الليبرالية من الاشتراكية ،و سيظل مطحونا بين شقي رحى الرغيف و البطيخ.