اهلا بكم في نسمة حرية

اهلا بك عزيزي القارئ معنا في نسمة حرية ,نستنشق معا عبير الحرية

اذا الشعب يوما اراد الحياه, فلابد أن يستجيب القدر,و لابد لليل أن ينجلي ,و لابد للقيد أن ينكسر .



بحث

المتابعون

الجمعة، 22 أبريل 2011

ضحايا معتقلات نوال و رسمية





عبير حمدي



مازلت أتذكرها بردائها الأسود ونظارتها الكبيرة ممسكة بعصا خشبية( ابلة نوال ) ُمدرستي من الصف الأول الابتدائي حتى الثالث .

القلم بالنسبة لها يعتبر أداة أساسية للتعلم نعم القلم ،لم اذكر حرفا تعلمته منها، لم اذكر سوي العصا و القلم ،العصا لنمد بها علي الأرجل .

أما القلم فتضعه بين السبابة و الوسطي في يد من يغضبها و تفرك بتجبر و قلب متحجر لتنطلق الصرخات و تنهمر دموعنا ليلين قلبها و لكن دون جدوى ،كان كل منا يخشي عقابها ،فيتجنب ما يغضبها .

فلا نأكل في الفصل ، و لا أتحدث مع زميلتي ,و اكتب الواجب كاملا (انقش بالكلمة ) و أحفظ كل ما يطلب مني ،و رغم أني نقشت حروف و كلمات عديدة و حفظت نصوص و أبيات كثيرة إلا إني خرجت من معتقل ابلة نوال إلي الصف الثالث الابتدائي (صفر ) لا اعرف شئ .

و انتقلت إلي مرحلة جديدة مع ابلة رسمية و من نوال لرسمية يا قلبي لا تحزن ،صحيح تخلصت من عقاب القلم .لكنها كانت متخصصة في إهدار الكرامة ،ألفاظ فظة و كلام جارح لكل من يضايقها , و عصا مترين تقريبا .

و ياويله من يتلقي ضربة من عزيزة كما كنا نطلق علي العصا، و استكمالا لمسلسل الفشل انتقلت إلي فصل دراسي آخر دون أن امتلك علما في رأس و لا في كراس .

و التقيت في الصف الخامس الابتدائي بأبله آمال مدرسة اللغة العربية وكانت مختلفة تماما ،أستاذة بمعني الكلمة ,محبة للطلبة عطوفة حنونة ,تتبع مبدأ الثواب و العقاب ، تكافئ من يجتهد و تعاقب من يهمل ،كانت تركيبة غريبة من الحزم و اللين في ذات الوقت .

كانت تدفعنا للتفوق ،تحرص علي توصيل المعلومة ببساطة ,تمارس عملها باستمتاع ،كانت محبة للمهنة ، كنت أحاول دائما أن أكون احدي من تكرمهم ابلة آمال .

و كم كان ذلك شاق و صعب خاصة مع افتقاد الأساس التعليمي القوي لأني خرجت من الصف الأول الابتدائي إلي الرابع بلا أساس حتى ابني علية و أي شئ بدون أساس من السهل أن ينهار .

كنت أتساءل لماذا مستوي التحصيل الدراسي لدي كان يختلف من عام لآخر ،و لماذا كنت تلميذه فاشلة من الصف الأول الابتدائي حتى الرابع رغم تنبأ أبي رحمة الله علية لي بمستقبل باهر .

حيث كان يراني امسك القلم و أحاول كتابة الكلمات و الحروف الموجودة بكتاب أخي الأكبر و ذلك قبل التحاقي بالمدرسة و كان رد أخي الأكبر أنت ضحية معتقلات نوال و رسمية .

فرغم وجود نماذج محترمة تتخذ من التعليم رسالة نبيلة لتشكيل جيل الغد و شباب مصر القادم ، تؤمن بأن الاستثمار في الإنسان و تنمية المهارات و تحفيز الإبداع لدي أولادنا هما طوق النجاة لهذا البلد ،إلا أن نهج ( نوال و رسمية) تغول و توحش بمرور الزمن .

و تخطي مسألة الضرب و الاضطهاد للأطفال ليمتد إلي الاعتداء علي جيوب أولياء الأمور و السطو علي أكثر من نصف ميزانية الأسرة الشهرية .

مما جعل الطالب نفسه يتعود علي حفظ بعض الأسئلة و الأجوبة لاجتياز الامتحان و الانتقال للمرحلة التعليمية التالية حتى يحصل علي الشهادة و صدق من قال (بلد شهادات صحيح ) .

من و جهة نظري اري أن مهنة التدريس اخطر و أهم مهنة و يجب علي وزارة التربية و التعليم و ضع ضوابط و معايير لمن يعمل في هذه المهنة الخطيرة .

يجب أن يمر باختبارات مهنية و علمية و نفسية و سلوكية قبل احتكاكه بالطلاب لأنه سيكون قدوة و المسئول عن غرس القيم و بناء شخصية أطفالنا ،المسؤل عن تشكيل أجيال و أجيال .

أرجو من القائمين علي العملية التعليمية إنقاذ المهنة من الدخلاء ،في رأيي عصابات الدروس الخصوصية هم الدخلاء ،لست ضد الدروس الخصوصية فهناك اختلافات فردية بين الأطفال في التحصيل الدراسي.

فاعتقد إذا قام المدرس بشرح الدرس علي أكمل وجهة بهدف الفهم و توسيع الذهن لتشجيع الطلبة علي التفكير و الابتكار وقام بدورة كما ينبغي

و مازال هناك من يحتاج إلي مجهود إضافي في توصيل المعلومة فهنا الدروس الخصوصية ليس منها ضرر طالما أنها لم تأت بالابتزاز و التهديد .

فمعظم الناس ترسخ في أذهانهم انه بدون الدرس الخصوصي لن ينجح الطفل و السبب في ذلك هي الرسالة الغير مباشرة المنطلقة من بعض المدرسيين إلي أولياء الأمور .

كاتبة وإعلامية مصرية














ليست هناك تعليقات: